بنكيران ومرسي .. نقط تشابه لحكومات "الإسلاميين" يتَهدَّدُها الخطر
يبدو أن نقطا كثيرة تجمع بين "إخوان" عبد الإله بنكيران الذين يقودون دفة الحكومة الحالية، التي انبعثت قبل أشهر خلت من رياح "الربيع" العربي، وبين "إخوان" الرئيس المصري محمد مرسي، حيث تكاد تتشابه ظروف تجربة الحكومتين في كل من المغرب ومصر.
الثورات التي شهدتها المنطقة العربية بُعيْد صفعة "البوعزيزي" في تونس رفعت أقواما وأسقطت أقواما، وأعزت أناسا وأذلت أناسا، فكان من بين الذين حُمِلوا على الأعناق والأكتاف بفضل نسائم "الحرية" التي شهدتها بعض الشعوب العربية من يوصفون بالإسلاميين سواء في تونس أو مصر أو المغرب، مع وجود بعض الاختلاف في سياقات مشار كل دولة على حدة.
هكذا بدأ التشابه تقريبا بين المغرب ومصر، حيث أعقبت الثورة في ميدان التحرير بالقاهرة انتخابات نزيهة جاءت بجماعة الإخوان المسلمين إلى سدة السلطة، بعد طول معاناة وآلام تجرعها قياديوها طيلة عقود من الزمن، فيما حملت الانتخابات التشريعية بعد حراك حركة 20 فبراير بالمغرب "إخوان" بنكيران إلى رأس الحكومة في البلاد، لا الحُكم.
قد يكون هذا هو الجذع "المشترك" لشجرة الإسلام السياسي التي تجمع بين تجربة حزب "الحرية والعدالة" بمصر وحزب "العدالة والتنمية" بالمغرب، من حيث طريقة الوصول إلى السلطة التنفيذية، إذ كانت الرغبة صريحة أعرب عنها الطرفان معا في مباشرة إصلاحات عميقة تحارب مظاهر الفساد بالبلدين، وهذه نقطة تشابه أخرى.
ويستمر تشابه بنكيران مع مرسي، عدا مرجعية "إخوان" حسن البنا، في ما عبَّرا عنه أكثر من مرة بخصوص العراقيل التي يقولان إنهما يجدانها في كل عملية إصلاح سياسية، حيث خلق هذا الوضع ظلالا رمادية كثيفة في كل من الرباط والقاهرة، ترتبط بمدى قدرة كل من بنيكران وأخيه مرسي على حل مشاكل المجتمع، وإسراع وتيرة الإصلاح في بلده.
وبتوالي الأيام تضخمت الشكوك عند قطاعات عريضة من المواطنين، رغم إرادة الإصلاح التي ما فتئ كل من بنكيران ومرسي التعبير عنها في خطبهما، فحدث أن تسارعت الأحداث في كل من الرباط والقاهرة، لتتشكل ظروف جديدة تحدق بتجربة الإسلاميين هنا وهناك، وهذه نقطة تشابه أخرى بين حكومتي الإخوان في البلدين معا.
في مصر، وبعد أن خرجت حشود ضخمة إلى ميدان التحرير تعبيرا عن غضبها ومطالبتها بسقوط حكومة مرسي، تدخلت القوات المسلحة المصرية لتمهل الحكومة والمعارضة 48 ساعة للتوصل إلى اتفاق، وإلا يتم الشروع في خريطة مستقبلية تهم "تعليق العمل بالدستور، وحل البرلمان الذي يسيطر عليه "الإخوان".
وفي المغرب أيضا وجد بنكيران نفسه أمام مسمار اسمه "حميد شباط"، الأمين العام لحزب الاستقلال، حيث لم يجد كيف يقتلعه من رجله ورأسه، خاصة عندما "أقحم" شباط الملك في مسالة "التحكيم" بين حزبه وبين الائتلاف الحكومي بعد أن قرر الانسحاب منه قبل أسابيع قليلة، فأمهلت قيادة الحزب بنكيران بدوره أسبوعين فقط للرد على انتقادات شباط.
وتجلت مكامن الشبه أيضا بين "الأخوين" حتى في المفردات التي استخدماها لوصف خصومهما، فإذا كان بنكيران لا يمل من ترديد نعوت من قبيل "تماسيح" و"عفاريت" لوصف من يرى أنهم يعرقلون مشروع الإصلاح الذي جاء به حزبه، فإن مرسي استخدم عبارة "باقي المخلوقات"، وأحيانا لفظة "الثعابين"..الخ.
وإذا كان بنكيران يلمز بين الفينة والأخرى إلى وجود شخصيات قوى نافذة في الدولة تعرقل مسار الإصلاح بالبلاد، منذ مجيء "الإخوان" إلى حكومة المغرب، فإن مرسي في خطابه الأخير بمناسبة مرور سنة على بداية حكمه، تطرق إلى ما سماها "الدولة العميقة"، فكان الفارق ربما في هذه الحيثية أن مرسي ذكر بأنه أصدر أوامره لوزرائه من أجل "إقالة الرؤوس الكبرى في الدولة العميقة التي تعيق الإصلاح".